أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 

اثنتا عشرة أغنية لعدنان الصائغ



-1-
الستائر المخملية التي تفصلك عنا
ليس لها مهمة سوى أنها تُعيُّرنا بقلوبنا!!
يوم أن هاجرت في فصل الخريف إليك
ونامت على ضفاف نهرك
بجانب السنابل المائلة
لحين صحوة شلالك!

-2-
مشبَّعة قصائدك
مشبَّّعة أنا..
بشيء يشبه الجوع
الذي يبحث عن روعَةٍ لتُطَمئِن روعه

أيها المشرد في الجرائد
إياك أعنيك وأنعاك لحظي
تماما!
أتابع ما تكتب بجنون
لأنك تكتب باسم الملايين المعذبين الحالمين.

أيها الوجه الممزق في أضابير المكاتب
أيها اللزج في كريات الدم
ليست كل القصائد موانئ ولا أرصفة
ولا دماغ ولا أوعية...
لكنها شعيرات القلب هنا سافرت وسافرت
إلى حيث هنا!


-3-
إيه يا شاعر الفرات

هل نصبتك الحياة دواء للوجع والأمنيات!!
أم أنك غدوت في منأى مع النهر مني
لتكتب وصفة جديدة
لآلام تولد مع إشراقة كل صباح!

-4-
أوسد رأسي أيها التاج دواوينك
لتنتفخ أحلامي ..
ويا ويلي من جنون اختياري!!
وهج
عبير
ناي
جسر الكوفة
قصور الخلافة
إلى حد الثمالة.. أتجرع يا سيدي
حتى ما بقيت مدامع تسعفني
لحد انفجار الأحلام
وتجفيف الوسادة!!
من بيت إلى بيت
أكسر أصابعي
طرقاً
إسعافاً
فضاءً
عراقاً
قد يأخذني إليك
وقالوا لو تشاء سلوت عنه!!
لكني أبيت..

-5-
الصفصاف الذي مشى في دروبنا أخضر
الشعر الذي لم يشبه سوى دموعنا
الأضابير المليـــــئة بغبار الخوذ
والسماء المخروقة
والنقاط الكثيفة حول عينيك
وبعد كل كلمة مبهمة
من تجارب المغتربين
وجرائم العاشقين!!

أيها البريء في أمنياتك
بين صرير الأقلام
أتجد تفسيرًا للفرح؟!!

-6-
ما جدوى أن نكتب الشعر
والحرب تحرق اللهيب الذي في الفؤاد
إني أذوقه يا أب الشعر
رماداً يذوب في نهر دجلة
اوآآآه من حلاوته
ليست ثمة حوت "يونس" ليحميني
أيها الصائغ ..
فأذوب ثانية
أرجوك..
اعزف لي شيئا من نشيد آوروك
شيعني..
أحمل عني أبيات نعشي
اكتب عني
بأني قدّيسة تموت في نهر دجلة

-7-
استحلفك بوجدانك
أيموت الشعر في بغداد؟
وأنت الألواح العشرة
والمعلقات السبع
من ضفة إلى ضفة
تنوح بحبرك وترياقك

أتموت وصايا الأنبياء
وقباب الصالحين
والمُحجّلين..
من الآل والتابعين
أيموتون أيضا.. إذا ما كتبنا الشعر أكثر
ومضغنا الليل أطول
ونسجنا من حكيمات الرشيد
لفائف..
لا للسجائر والقنابل
بل صبيحات لطيفة
تمر بعطر الورد
صباحا..
يزكي أنوف الشوارع

-8-

شيء ما يؤلم الصبابة !
ويرميها لأبعد حد من النهاية
هو ذلك الرجل الذي يكتب ليس بقلبه
بل بآلاف القلوب الملتاعة مثله
هو يثير شيئاً واحداً فينا
أن نتمنى الموت قبل أن تموت الآمال
أو قولوا معي
أن نرتل بعض أناشيده
فمنذ عرف الشعر رواده وملهميه
وقفصه الذهبي يحكم إغلاقه عليه
ألا فلتنفض ريشك
من أجل السماء
ورب السماء
وبشر يعيشون تحت السماء!
لله درك
يكفى ما تتحمله أمهات الشعر منك!
يكفي هذا
يكفي..
.........

-9-
أبي الشعر أنت – يا عدنانُ -

أتطلع إلى ثلاث قصائد لي
تكون بوزن بيت شعر واحد
يتقافز بين دفتي دواوينك

الفرق بيننا أيها المؤوي في الشعور:
البعد الذي ينسجه الوجود منذ الخليقة
بين ِظلال
ومهاجر يطلب السراب

أحيانا أتجرأ لأكون طيراً يحلق
فيرمق طيراً مثله
يحاول الاقتراب
لكنه كبير الجانحين:
قد شاخ في الزمان..
وتملّك قبيلة الطيور بأكملها والقصيدة

يا ملك الطيور ولا كل الطيور تطير
أغار من شعرك !
يوم ينفض اللؤلؤ بين السحاب
زوايا تخترق الحجب
ولا تعطف علي بقطرة!
............

-10-

الخطى التي كنت أمشي بها
لم تكن متسارعة بقدر ما كانت ظمأى
لأي صائغ!!
يلوك لي أناشيد أوراك أو صمغ غيمته
أطالعه في الرفوف أو على الطرقات
أوآه..
كان ظني طويلاً بطول النيل الذي مشيت على ضفتيه
كان جيبي مليئاً بالجنيهات احتسابا للنسخ الاحتياطية

لهذا الهذيان الضخم
كنت أتعلق بخيوط لا تزال متينة وثيقة بأمل!

في شارع يدعى بجامعة الدول العربية
قلت عربية!!
سألت البائع: عدنان الصائغ عربي أيضا كمحفوظ وحسين
اتهمني يا شاعري بأني حتما: عراقية!!
أقسمت له بأنه ليس إرهابيا
ولا بعفريت
ما قلت له بأنك عصفور
الذي أبصره من شفتي ومعنى عيني
أنك نادر الوجود

قال عفواً.. لن تجدي ولا سطر لملهمك
أطرقت رأسي
وسلمت على الشارع الذي قذفني
إلى سجونه السبعة:
دخانه
إزعاجه
صوت مطربيه
رائحة طهيه
تسكعاته
شحاذيه
وأنا!
..........
القاهرة 4/9/2004م

-11-

مساكين هم
اللذين لم يعرفوا
أن في مخطوطات القلوب
ما يدعى بـِ عدنان
ما لبثوا يبحثون
عن صديقاً للغرباء
حتى يسحلوه!
هل نخبرهم بأنك
طفل لا تملك قناعاً أخضر
ما يبحثون عنه
كسول.. إلا من نهوض الفجر
في افتتاح الصباح
في احتضان الروح
في خفقة الجناح
وجهه النور..
يخيط قصائد وأي قصائد
تهطل كرذاذ شتاء
تطرق أبواب قديمة
ويا خيبة الساكنين في الديار
حين أضاعوا المفتاح!
فصاح الغراب عند حلقة الحياة!
عدنان بك القصائد
سماء..
تؤلب النوارس أمثالنا على الطيران!
..............

-12-

ليس عدلاً أن أبحث عنك في كل زاوية
وألملم شتات روحي
من عبير حدائق شعرك
أتدرك الصمت الذي التزمته
أمام هذيان كلماتي
ذاك الكم الهائل من الخفقات
رغم البرد والمطر
لم يخرج مني نفسا واحدا!
قلدتُ الحب ميثاقا وآثرت السكون عليه
نصوصك تشبه معاناة أهل الجنوب في كل البلاد!
ما يدفعه الشاعر
ما يدفعه المناضل
ما أدفعه أنا..
جميعنا في خندق واحد !
أتسمح لي ان نلتقي في الأجداث
ربما كانت أرحم من السفر نحوك
والالتصاق بقصائدك
أواه...
ما احصيناه من أسماء
الشوارع
المزنجرات
المقاهي
باعة الكتب
الأضابير
الملامح والأموات
دجلة والفرات
مضت في قماشة خضراء
مندثرة تحت ألواح الشعراء..
ونحن أيضاً شهداء!
.............

*   *   *
ــــــــ
(*) شاعرة من السعودية


 
البحث Google Custom Search