أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
الكتابةُ عذاب، والاسترسالُ فيها أليم، كما يقولُ أحدُ كتّاب عصرنا الكبار، وهذا ما يفعله الشاعر عدنان الصائغ في نصوصه النثرية (مرايا لشعرها الطويل)..
ولكنه، وهو يشردُ في انكساراتِ حرفِ العينِ والمحطات ويتحولُ إلى قطرةِ مطرٍ، يصرخ (لا أملكُ خياراً. الكتابةُ لحلِّ ديوني والقصيدةُ لزيادةِ شجوني، وبينهما، سأضيّعُ الكثيرَ من سنواتي عبثاً من أجلِ وجبةِ كلماتٍ في حانةٍ تملؤها الفئران).
هكذا هو يقولُ لردمِ المسافةِ بين عذابهِ الخاصِ وعذابِ الكتابةِ كموقفٍ وجوديٍّ انسانيٍّ. وبهذهِ النقلة يتّحدُ ما هو خاصٌ وعامٌ، وما هو شعري وما هو لا شعري، في خميرةٍ جديدةٍ وتخوم متقدمة.
واذا كان القدامى قد قالوا في وصفهم لفلان الأديب أو الشاعر: (أدركتهُ حرفةُ الأدب) فأن الكاتبَ في عصرنا قد أدركتهُ لعنةُ الأدب وهو يواجهُ جحيمَهُ وقدرَهُ ومصيرَهُ بين أن يكون أو لا يكون.
وليس ما أقولهُ هو رثاءٌ أو تقريظٌ لصديقي الشاعر عدنان الصائغ فهو قد شبَّ عن الطوقِ ولمْ يعدْ الرثاءُ أو التقريظُ يقدمان له وجبةَ كلماتٍ في حانةٍ.
أنه يتقدمُ وينضجُ في محاولاتهِ النثريةِ والشعريةِ على نارٍ هادئةٍ أحياناً، وعلى نارٍ موقدةٍ أحياناً أخرى، فتحيةً له واعتزازاً.
وها أنذا أتركُ (مرايا لشعرها الطويل) بين يدي القاريء، لكي يرى ما لا رأيتُ، بعيداً عن قرعِ الطبول.

الشاعر عبد الوهاب البياتي


(*) كلمة الشاعر عبد الوهاب البياتي - مفتتح لديوان الصائغ "مرايا لشعرها الطويل"
الطبعة الأولى: دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد 1992.
الطبعة الثانية: دار أزمنة - عمان/ دار ألواح - مدريد 2002
 
البحث Google Custom Search