أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
غيمة الصمغ وأخريات.. لعدنان الصائغ

ناجي الحازب
- استراليا -

لمن لم يقيض له الإطلاع بالقدر الممكن من الشمولية على الشعر العربي بمحيطه العراقي الأكثر جرأة في اللعب سيبدو وكأن الشاعر عدنان الصائغ قد تأثر بمناخات الحاصل على جائزة (عويس: سعدي يوسف). وكذا الجنحة تلاحق جميع الشعراء الذين لم يقرأوا في محيطهم العربي الأوسع حتى وصل الحال بالمكتفين بالفروع ان يلصقوها بيوسف الصائغ خالق قصيدة "مالك ابن الريب" والأخرى "انتظريني عند تخوم البحر" المتناسل من تضاعيفه سعدي يوسف أصلاً. واساءة الفهم هذه المختلطة مراميها بين العمد واللاه تتعرض لها المنابع الأولى للقصيدة الدائرية وبالطبع مجترحها الأول العبقرية الشعرية الكبرى حسب الشيخ جعفر المراقص امرأته السومرية وكأنه يراقص الهواء. ثمة محاولات لإقالة المنابع. نحن لا نريد هنا بأي حال من الأحوال تضييع وقتاً وأن قصر أجله لكشف مراميها، فالمنابع هي نفسها ولا بد أنها تكتفي بسياقها وللأنهار أن ترتدي ازرقاقها إذا أرادت لنفسها أن تظل انهارا وإلاّ..
إنني على يقين أن عدنان الصائغ لا يريد أكثر من أن يكون العراق هواه المهلك وهو هواي.

غيمة الصمغ

أقولُ: غداً
أتمدّدُ فوقَ النهارِ الفسيحِ
يظلّلني الغيمُ لا الطائراتُ
أفتّشُ بين القنابلِ والطينِ
عمّا تبقى من العمرِ والأصدقاءِ
أعبّيءُ في رئتيّ الشوارعَ والياسمينَ
وأمضي إلى البيتِ، دون بياناتِ (حربٍ)
تقطّعُ حلمي إلى جثثٍ ومخاوف
[ أيها القلقُ المبتدا
أيها الوطنُ المنتهى
   كلُّ ما نملكُ
     وطنٌ مثل أحلامنا
وهوىً يهلكُ.......... ]
وأنا في عراءِ القذائفِ،
مَنْ أرتجي؟
رافعاً للسماءِ إنائي
أوزّعُ - بين ثقوبِ المواضعِ - وجهي
وهذا الفضاءَ القتيلْ
منكمشاً، مثل طيرٍ بليلْ
يمرُّ الرصاصُ الأخيرُ على جسدي
فيطرّزُ أيامَهُ بزهورِ الخرابْ
سأرتّقُ في إبرِ الأمنياتِ
قميصَ شبابي الذي.....
                   قُدَّ من جهةِ القلبِ
فتفتقُهُ الطلقاتُ
مَنْ يلمُّ الشظايا - غداً -
حينما تنتهي الحربُ، مرغمةً
مَنْ يعيدُ لأرملةِ الحربِ
                        زهرتَها اليانعةْ
أتسلّلُ محترساً، تحتَ جنحِ الحنينِ
نحو غصنِ البلادِ الذي يتفتّقُ للتوِّ
أو يتيبّسُ للتوِّ
وأقارنُ بين غصونِ الربيعِ
وبين غصونِ القذيفة
وأقولُ: صباحَ البلادِ
التي علمتنا التشتّتَ
بين كراسي المقاهي العتيقةِ والاعترافِ المكهربِ
بين البيوتِ الخفيضةِ
والمرأةِ الغادرةْ
سوفَ تحشرنا في المواضعِ،
ملتصقين، بصمغِ المخاوفِ....
نرقبُ الأفقَ:
   أسودَ.....
  يخضرُّ بالأملِ - العشبِ
تحصدهُ الطائراتْ
أو أزرقاً....
سوف يحمرُّ من دمِنا
          فتصادرهُ اللافتاتْ
أو رماداً بطيئاً
          سيرسبُ في الروحِ
شيئاً،
فشيئاً
          كما الذكرياتْ

* *

أولاد


تتناسلُ.. في دمنا
قططُ الليلِ
نمضي إلى البارِ
نبحثُ عما يجمّلُ أخطاءَنا
ونرجعُ في آخرِ الخمرِ، منكفئين على زبدٍ
سالَ بين أناملنا - كالأماني -
وذابْ
فننثرُ فوقَ الأسرّةِ
ما ظلَّ من عمرنا، من رغابْ
رغبةً في الطفولةِ
أو حكمةً في الكهولةِ
أو ندماً سوفَ يكبرُ
في باحةِ البيتِ…
يحبو
تطولُ أظافرُهُ..
         فنشذّبها بالمدارسِ
                 كي لا تخربشَ جلدَ قناعاتنا
وإذْ يكبرون……
نراقبهمْ - من خلالِ الجريدةِ -
يسّاقطون على دبقِ الشاي والفتياتِ
فنلصقهمْ في بريدِ الزواجِ السريعِ…
…… الخ
...... الخ ........
الخ .........


(*) مجلة التيار العربي - استراليا ع 32  30 نوفمبر 1993
 
البحث Google Custom Search