أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
وطن للكلمات

سماء في خوذة

سعدية مفرح
- الكويت-

ربما كان عنوان ديوان "سماء في خوذة" للشاعر عدنان الصائغ، وزمن صدوره الذي كان من لجة سنوات الحرب الأليمة، وغلافه الذي يصدم ذوي الأذواق المترفة بخرير الدم المتدفق بهدوء وجرأة من ثقب مظلم في سماء ملبدة بالغيوم، ربما كان كل ذلك هو ما يجعل من يتأهب لحالة دخول في خضم القراءة الشعرية له يظن أن ذائقته، أعني ذائقة القارئ، على موعد دراماتيكي مع ضجيج الحرب وغبار المعارك عبر مباشرة في الخطاب الشعري تقتضيها ظروف الفهم التاريخي المقنن لقصيدة الحرب.
ولكن الحقيقة التي تفاجئك كقارئ منذ أول قصيدة أن عدنان الصائغ يستدرج حماستك الآنية المرتفعة بخبث جميل نحو أروقة هادئة تسترخي فيها وتترك لعنان ذاكرتك أن ترحل عنك بعيداً.. بعيداً تستثير فيك رغبة حزينة في الضحك على أولئك الشعراء الذي يدخلون قاعة الشعر ويكتظ بهم الحفل لكن الشعر غريباً يظل أمام الباب بملابسه الرثة يمنعه البواب كما يقول الصائغ.
ورغم أن الديوان يوحي لك بطبيعته الخاصة تلك إلا أن الحرب تطل في خباياه الدفينة، تجد ما تنبجس من تلك اليوميات الصغيرة والتفاصيل البسيطة التي تعج بها قصيدة الصائغ.

"اصبعا، اصبعا، ستقطع كف طفولتنا، الحرب
تمضي بنا – في غرور المقاول – نحو مساطرها
وتبيع الذي لن نبيع
تجوعنا، ونكابرها بالوطن
وتشتت أيامنا، فنشاغل أيامها بالتمني
وإذ تستجير طيور الحنين
بأعشاش أحزاننا
سوف نبكي على حلم
ضيعوه..
فضعنا!!"

هكذا يستحلب عدنان الصائغ سماء الحرب لتمطر له قصيدة مرة حزينة ينبغي لها، وأن ارادة منها أو من خالقها، أن تعيش متجاورة مع قصائد تتكسر، كما الثلج لا ينتظر حتى يذوب!!، تلمع كما النيون بالكهرباء يضاء!! تبكي بحرقة على وطن ضيعوه!


(*) صحيفة "الوطن" الكويتية - ع 5362 20 يناير 1990
 
البحث Google Custom Search