أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
سلمان شمسه ...فاطمة نجاح محمد علي...الموت والوطن

ابو مسلم حيدر

الموت في الغربة...هاجس رافق العراقيون الذين فروا بأحلامهم في العيش في بلد آمن... وجدوا الأمان ولكن لم يجدوا الأستقرار ... وأستمر بحثهم عن الأستقرار...عن الوطن ...وراح يرافقهم الى موتهم...  الراحل سلمان شمسه... الأنسان...المفكر... الطيب..المسالم ...الذي عرفته من خلال ماطرحه من أفكاروآراء واقعية ومنطقية ...تقرب الناس وتدعوا الأنسان للتفكير بأنسانيته والدفاع عنها وممارستها...واحد من من نزفت قلوبهم حنيناً ورغبة في وطن... فروا من الأرهاب...إرهاب البعث ...فروا للايكونوا مادة لمفارم البعث وأحواض تيزابه...
ولا زالوا يفرون من الأرهاب السلفبعثي هذه المرة...للايكونوا مادة لأرواء سيوف القتلة بالدماء... قدرنا يا أخي نجاح أن نبقى بلا وطن...نبحث عنه فلا نجده على أرض الواقع...  قدرنا أن نموت في أرض غريبة عنا...  قدرنا أن نعيش في أحلامنا...أحلام أن يكون لنا وطن...وطن فيه جذورنا مغروسة...وعلى أرضه نضح عَرَقَنا وسالت عليها دمائنا... وطن صدحت فيه ضحكات طفولتنا البريئة...وطن ....
أبكيكِ...
نفسي...
عندما أبكيك ياسلمان
أنت...
أنا ...
وكلنا ........
ليس لنا مكان

وهكذا غادرنا سلمان دونما وطن...ياحسرتي...هل يكون قدرنا أن نموت مقتَلعين من جذورنا...
هل نبقى بعيدين عن أرض عشقناها...عشقنا كل طيبها...وجمالها...جبالها..أهوارها...هل نبقى رهنا لما يريده السيافون...والمفخخون...والفرامون...والمتسلطون...
هل إن قدرنا أن نموت في الغربة...وهل علاوي..وباسكال..ومراجع الدين..ومؤسست المجتمع المدني...إستجابت لمطالب القتلة والمجرمين بتمديد فترة نفينا وتشريدنا إلا حين موتنا غرباء...
هل نبقى رهناً لمؤامرات المتآمرين..ومن ينجر ورائهم بوعي أو بدونه...هل نبقى غرباء ...ونموت غرباء...لآن السادة لم يقرروا عودتنا بعد...ولربما بعد بعد...وللأبد...

(تنبيه...هذه ليست شعراً فأنا لست ضليعاً لا بالعروض ولا بالصور الشعرية...هي دمعة وحسرة وأنآت ترجمتها إلى كلمات فكانت هذه....)

فاطمة1...صبية..رقيقة...
تبكي على غريب كربلاء...
لكنها غريبة...
تبحث عن وطن
"نوافذ معتمة"2...
بلقيس...يا من مسها الحَزَن
...أرهقها البعد عن الجذور...

والصائغان ..منهما الكبيروالصغير...
كبيرنا يبكي على مدينة...
"يولد فيها النور...يحرق فيها النور"3
مدينة ..."لو شربت دمائه"3...يعشقها
...يعبدها ...
يحرق لها البخور
حتى وإن تسكنها الأشباح..
تملئها القبور...
يريد أن يعود....
فهو هناك في أزقة مخنوقة....
يشعر بالوجود

شاعرنا يملئه الحنين...
لا"يعرف الوصول"4...
فنخلة..وظلها...
تحرقها البنادق...
وطفلة...جميلة...
فجرها منافق...
وأبن تيمية هناك...يحجب الشمس عن الحدائق...
ويشعل الأجساد ...
لحقده محارق.....
والصحب..قد "سُلّموا للتراب"4...

وكاتب ...يبحث عن وطن5...
...........يبحث عما ضاع....
من زمن
فكلنا ..
بنيتي ...
صديقتي...
وأخوتي...
......ياأبتي...
نشتاق أن نعود للجذور...
نبحث عن وطن
نريد أن يلفنا وطن...

سلمان...ياسلمان .....
مأساتنا .....
ما عاشها إنسان
أحلامنا.....
مزقها الأرهاب....
والطغيان....
والتاجر...الرئيس....
والمرجع....
والسلطان
أحلامنا....صغيرة....
كبيرة....
نحلم بالوطن....
ودمعتي....حرّى عليك....
لاعليك......
بل على وطن...

الندائات المتكررة من جهات عدة لاتريد لنا العودة...والأسباب متعددة...وما جاء في مقالة الأستاذ نجاح محمد علي لا تبين الأسباب الحقيقة لمنعنا من أن يكون لنا وطن...فالموضوع ليس موضوعاً شخصياً إنه موضوع عام يشمل ما يقرب من خمسة ملايين إنسان عراقي ليس لهم وطن. والتحريض ضد عودتهم قائم على قدم وساق..بل ووصل إلى حد الأختطاف والقتل والتهديد وترصد تحركاتهم حتى خارج الوطن وإثنائهم عن العودة إلى الحلم ..الى الوطن.

بينما أن أكتب هذه الكلمات...جائت أحدى بناتي مسرورة جداً...لآنها قد حصلت على درجة كاملة في مدرستها في درس تكتب فيه عن مواضيع سياسية...فرحت لها وطلبت منها الأستمرار في القرائة والمتابعة والأجتهاد وتحسين أسلوب كتابتها...أجابت... إنها فرحة جداً لأنها ستكون من المشتغلين بالسياسة في العراق...ياحسرتي عليها وعلى باقي بناتي وأبنائي وزوجتي وأنا...عيونناعلى وطن.
1 فاطمة نجاح محمد علي طفلة تبحث عن وطن
2 من قصيدة دائرة أحزان – بلقيس حميد حسن
3 من قصيدة سنابل آتية وأنا ماض- عبد الأله الصائغ
4 من قصيدة حنين –عدنان الصائغ
5 مقالة الأستاذ نجاح محمد علي-أبحث عن وطن يأويني


موقع عراق الغد 2004
 
البحث Google Custom Search