أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
فبراير مختلف

فبراير هذا العام له طعم مختلف, على حد تعبير رئيس تحرير (العربي) في مقاله الافتتاحي, وهو تعبير دال, ليس على واقع الحال فقط, ولكن عن مشاعر أبناء الشعب الكويتي الذين يحتفلون هذا الشهر بعيد التحرير للمرة الأولى بعد زوال نظام الطاغية, الذي جثم على حدودهم, وعرض بلادهم للاجتياح والاحتلال. ولكن فرحة زوال الطغيان لا تقتصر على أبناء الكويت فقط بل تمتد لتشمل أبناء الشعب العراقي الذين عانوا على مدى 25 عاما الذل والسحق والاستبداد, وحتى لا يكون هذا الكلام إنشائيا أو مبالغا فيه فإن (العربي) تقدم شهادة معبرة عن تلك السنوات المرة يكتبها الشاعر العراقي المعروف عدنان الصائغ الذي دفعته ظروف القمع إلى الخروج من وطنه إلى رحلة المنفي الطويلة والباردة, في سنوات لا يهدأ فيها الحنين إلى الاستقرار, ولا يكف فيها عن قول الشعر بعد أن أصبحت الكلمة هي وطنه وملاذه الأخير.
إن علينا في فبراير هذا -المختلف- أن نتناسى الجروح القديمة, وأن نتطلع إلى نظام عربي جديد أكثر فاعلية, يدفع بنا إلى الأمام في منطقة تعد من أكثر المناطق تخلفا في العالم كما يقول البعض كما نتطلع إلى حياة أكثر ديمقراطية توفر للمواطن العربي بعضا من حقوقه السياسية التي حرم منها طويلا, ويجب ألانتعلل بأن هذا المواطن ليس مؤهلا لهذا الأمر بعد. ولعل تجربة الديمقراطية في الكويت وهي التي اكتسبت زخمها من تجربة المجالس النيابية المنتخبة في الكويت منذ حوالي أكثر من أربعين عاما تمثل شاهدا على أحقية هذا المواطن في ممارسة حقوقه السياسية. ومجلة العربي تحتفل بهذه المناسبة التاريخية من خلال هذا الحوار المهم مع رئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي والذي يعرب فيه عن تفاؤله بالمستقبل وبأن الأمة العربية لديها الإمكانات لمواجهة التحديات المفروضة عليها.
وتتوقف (العربي) قليلا لتحيي أيضا إحدى المؤسسات الكويتية المهمة التي كانت شاهدا على نهضة الكويت الإعلامية وهي وكالة الأنباء الكويتية (كونا) التي نشأت في السبعينيات وأصبحت واحدة من أهم مصادر نقل الخبر في عالمنا العربي حيث تنتشر مكاتبها ومراسلوها في كل مكان في العالم.
وترحل (العربي) في هذه الشهر إلى الهند, ليس بحثا خلف شواهد التاريخ ومعالم الأصالة, ولكنها ترصد كيف دخلت هذه الحضارة القديمة من بوابات المستقبل, وانطلقت من هوة التخلف لتصبح واحدة من أكبر المشاركين في صناعة ثورة المعلومات التي يعيشها العالم الآن.
وتواصل (العربي) رحيلها بين ثمار الفكر والأدب والفن, وتلقي الضوء على واحد من أشهر الفنانين الكويتيين والعرب وعلى تجربته الروحية المثيرة للتأمل هو جعفر إصلاح. وعلى تجربة فكرية مثيرة تطالب بإلغاء الحكومات وحلول الشركات بدلا منها في إدارة الدول. وعلى الابعاد الجديدة للمعلوماتية. ولا تنسى أن ترصع كل ذلك بثمرات من الإبداع العربي والعالمي, وفي النهاية فإذا كان لشهر فبراير هذا العام طعم مختلف فإن لعدد العربي هذا الشهر طعما مختلفا أيضا.

المحرر


(*) مجلة العربي – الكويت – ع 543 في 1/02/2004
 
البحث Google Custom Search