أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
عشرة أيام ثقافية عراقية في هولندا:
غناء وقرارات شعرية ومسرح ودراسات ومعارض تشكيلية

القدس العربي ـ من كريم النجار:
- امستردام -

تستدعي ظاهرة عمق النشاط الثقافي العراقي في هولندا وإتساع رقعته، نظرة معمقة في دراسة هذه الظاهرة التي تفوقت باعتقادي علي الكثير من الفعاليات الثقافية العراقية في دول المنافي والاغتراب.. وبالتأكيد لا تخلو بعض هذه الفعاليات من سمة العجالة وعدم الدقة في تحديد ماهية النشاط وجدواه، وأحيانا النرجسية في التعامل مع بعض الاسماء.. لكن هذا لا يقلل البتة من أهمية ودور التعريف والتبادل المعرفي والفكري علي صعيد الإبداع العراقي أفرادا وجماعات.
وإذا أردنا أن نحصي بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية العراقية التي ترعي مثل هذه الأنشطة وتكرسها في برامجها لوجدنا طائفة كبيرة من المثقفين العراقيين يقفون خلفها.. ومنها علي سبيل المثال لا الحصر: رابطة بابل للكتاب والفنانين العراقيين، مؤسسة أكد للثقافة والفنون والنشر، جمعية أور الثقافية، البيت العراقي في هولندا، مؤسسة البصري الفنية، التجمع الثقافي العراقي في دلفت، فرقة المسرح الحديث.. وغيرها الكثير، إضافة لما يرسخه الفنانون العراقيون بإبداعاتهم التشكيلية بمعارض شخصية ومشاركات جماعية علي مدار العام.
ونظرة سريعة علي النشاط الثقافي والفني لشهري تشرين الاول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام تعطينا أدلة أكثر علي ما ذهبنا أليه.. ففي بداية شهر تشرين الاول (اكتوبر) تنادي جمع كبير من الكتاب والفنانين العراقيين لعقد مؤتمر من أجل مناقشة الواقع الثقافي العراقي في الخارج والتفاهم حول تأسيس ملتقي أو تجمع ثقافي عراقي في أوروبا. وقد عقد المؤتمر يوم 2002/10/6 في لاهاي وتمخض المؤتمر الذي حضره جمع غفير من العراقيين في هولندا ومن خارجها عن تشكيل لجنة تحضيرية تعد لمؤتمر موسع بعد أن تتداول الرأي والاتصال مع المثقفين العراقيين في الدول الاوروبية المختلفة وتأخذ باعتبارها ما أنتهي اليه ملتقي لندن وإعلان استوكهولم، ومؤخرا أطلقت هذه اللجنة نداءها الذي نشر علي وسائل الاعلام المختلفة، والذي يحث علي تدارس الموضوع من كل جوانبه، ومن ثم تحديد الوقت المناسب للمؤتمر الذي سينبثق عبره الملتقي الثقافي العراقي. وفي منتصف تشرين الاول (أكتوبر) كانت هناك أمسية لمجموعة من الشعراء العراقيين والهولنديين، كان من بينهم الشعراء: نصيف الناصري (السويد)، سلام كاظم (فنلندا) صلاح حسن ومحسن السراج ومحمد الامين من (هولندا). كما قدم المخرج رسول الصغير عبر فرقته المسرحية.. فرقة المسرح الحديث مسرحية ليلة زواج باللغة الهولندية، من تمثيل شمال عبه رش و أوك اوسترهوف علي مسرح DE WASSERIJ في لاهاي. واستضاف التجمع الثقافي العراقي في دلفت الكاتب محمد حسين الاعرجي في امسيتين ثقافيتين متنوعتين.
وعلي مدي يومي 27 و28 /2002 نظمت مؤسسة أكد للثقافة والفنون والنشر احتفالية شعرية فنية لستة شعراء من أجيال مختلفة، ففي اليوم الاول قرأ الشعراء هاتف الجنابي وعدنان محسن وعدنان الصائغ بعضا من قصائدهم مع مداخلات نقدية وحوار مفتوح مع الشعراء، وفي اليوم التالي قرأ كل من الشعراء: سركون بولص وصادق الصائغ وعبد الكريم كاصد بعضا من قصائدهم، إضافة إلي حوار قدمه الناقد ياسين النصير عن أجيال الشعر العراقي المعاصر وساهم فيه الشعراء المشاركون في الاحتفالية وبعض الحضور.
وفي يوم 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي أحتفت مجموعة من الشعراء العراقيين بالشاعر كمال سبتي، وذلك بمناسبة صدور مجموعته السادسة آخرون قبل هذا الوقت حيث قرأ الشاعر بعض نصوص المجموعة، وجري بعدها نقاش بينه وبين الحضور عن تجربته الشعرية الغنية بالتجديد علي صعيد بنية النص.
ولا بد من الإشارة هنا إلي المعارض الشخصية التي أقامها بعض الفنانين التشكيليين العراقيين طوال شهري تشرين الاول (اكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر).. حيث أقامت الفنانة عفيفة لعيبي معرضا علي قاعة twee pauwen في لاهاي استمر شهرا كاملا وضم مجموعة من أعمالها الحديثة حيث انشغالها بمشروعها الفني الخاص الذي تكرس فيه عالم المرأة بكل تجلياتها ورهافتها الفائقة، وعرض الفنان محمد قريش تجربته الجديدة علي قاعة DE galerie في لاهاي أيضاً.. ونظم مركز الفنون في مدينة خرونكن معرضاً للفنانين ستار كاووش وسعد جاسم الزبيدي.. وفي مدينة اوترخت أقام الفنان قاسم الساعدي معرضين علي قاعتين مختلفتين.. الاول كان لأعمال السيراميك والثاني للرسم.. كما أقام الفنان فاضل نعمة معرضا علي قاعة صالة الغرافيك في لاهاي.. إضافة إلي العديد من المشاركات للكثير من الفنانين العراقيين الآخرين الذين تحفل بهم هولندا.
وأخيرا توج النشاط الثقافي العراقي بمهرجان واسع وكبير علي مدي عشرة أيام من 1/11 حتي 10/11/2002 وعلي قاعات ومسرح المتحف الوطني لمدينة لاهاي نظمته رابطة بابل للكتاب والفنانين العراقيين في هولندا بالمشاركة مع عدة مؤسسات ثقافية وفنية عراقية ومتحف Museon في لاهاي. تصدره معرض تشكيلي وفوتوغرافي لسبعة وثلاثين فنانا عراقياً جميعهم مقيمون في هولندا وهم كل من:
عفيفة لعيبي، قاسم الساعدي، زياد حيدر، يوسف غاطي، ستار كاووش، مهند العلاق، بشير، محمد قريش، كولار مصطفي، آشتي شيخاني، فاضل نعمة، فاضل البدري، سعدي الرحال، سعد جاسم الزبيدي، باسم العزاوي، انتشال التميمي، جلال علوان، كفاح محمود، نعيم عبد الرحمن، سامان إبراهيم، أور البصري، آراز طالب، عوني سامي، عراق شرهان، حامد الصراف، حسام الدين العقيقي، اسماعيل زاير، كمال خريش، محمد حسين عبدالله، صائب خليل، تركي عبدالامير، حسن عبود، سعاد ستار عمر، رائد هوبي، حارث مثني، حسام الدين كاكي وبرهان صالح. حيث تباينت الرؤي والمعالجات بين فنان وآخر.. وقد صدر عن هذا المعرض كتاب يؤرشف للأعمال المعروضة.. كتبت مقدمته الهولندية الناقدة Anna van Ammelrooy والعربية كريم النجار. ولنا وقفة أخري مع أعمال هذا المعرض.
هذا وقد أفتتح المهرجان السيد فان دير شتويل وزير الخارجية الهولندية السابق، حيث تطرق بكلمته الموجزة عن معاناة المثقفين العراقيين وإصرارهم علي تحدي الصعاب وإثبات الذات الثقافية في جميع منافيهم.. وقد لمسها أكثر أثناء عمله كمقر لحقوق الإنسان العراقي في هيأة الامم المتحدة.. بعدها تحدث البروفيسور مسؤول قسم الدراسات الاسلامية في جامعة لايدن بيتر كونينك فيلد عن أهمية التلاقح الثقافي بين الحضارة العربية والحضارة الاوروبية، وما يواجهه العرب والمسلمين بشكل خاص من حملات تشويهية تطال كيانهم وقيمهم.. كما تحدث السيد بيرتوس هيندركس مسؤول قسم الشرق الاوسط في الإذاعة الهولندية.. عن مشاهداته وقراءاته لأعمال الفنانين والكتاب العراقيين.. وتحدث باسهاب عن ذكرياته في بغداد التي زارها عدة مرات في أوقات ماضية. وقرأ الفنان خليل شوقي كلمة أشاد بها بجهد الفنانين والمثقفين العراقيين الذي توج بمهرجان ثقافي مهم وكبير.. وباعتباره تقليدا من الاهمية الحفاظ عليه وترسيخه كمهرجان سنوي متنوع. وتضمنت أيام المهرجان فعاليات عديدة.. حيث عرضت وعلي مدي أيام متفرقة من المهرجان مسرحيتين باللغة الهولندية.. شارك فيها فنانون عراقيون منهم، الفنانان صالح حسن وصلاح حسن، كما اقيمت خمس حفلات موسيقية وغنائية لفرقة البصري المتألفة من الفنان حميد البصري وشوقية العطار وأور وبيدر ورعد وسامر ونديم البصري حيث قدمت مجموعة من الاغاني والمقطوعات الموسيقية من تأليف الفنان المبدع حميد البصري.. وقدمت فرقة آواز الكردية التي تهتم بالموسيقي والغناء الكردي مجموعة من الأغاني أنشدها الفنانين دلشاد وكاميران. وأمتعت فرقة سومر الموسيقية القادمة من السويد طوال ثلاث ساعات متواصلة الجمهور بأغانيها المستمدة من التراث الغنائي العراقي والتي أنشدتها بأصوات الفنانتين السويدية آنا اوترتون والنرويجية ماريانا هولمبر بلهجة عراقية واضحة ومحببة وبمشاركة أعضاء الفرقة الآخرين: طلال عبد الرحمن وحمودي عزيز وأحمد الجوادي وآند شرقير نيليوس وناظم علي وفائز الطيار وسارة لندكرين.
وفي يوم 9/11 قدمت الفنانة انعام والي مع فرقتها القادمة من المانيا مجموعة من أغانيها التي تنبع من أحساس أصيل بالكلمة والموقف.. حيث غنت قصائد للشعراء محمود درويش ونبيل ياسين وفدوي طوقان وابن زريق البغدادي وهاشم شفيق ونجم والي.. وآخرين.
وفي اليوم الأخير للمهرجان اختتمت قارئة المقام العراقي فريدة محمد علي وفرقة المقام العراقي أيام المهرجان بمجموعة من أغاني المقام العراقي المتنوع وبعض الأغاني من التراث. وتخللت المهرجان عدة أماسٍ شعرية وقصصية وثقافية وفكرية.. ففي اليوم الثالث كان هناك لقاء مع الشاعر العراقي سركون بولص المقيم في امريكا.. وقد قرأ مجموعة من قصائده الحديثة إضافة إلي الحديث عن تجربته الشعرية وجماعة كركوك والشعرية العراقية المعاصرة.
وفي اليوم الرابع قدم الروائيان جاسم المطير وإبراهيم أحمد إضاءة علي تجاربهم القصصية إضافة إلي التجربة القصصية العراقية وأبرز كتابها. وفي اليوم الخامس الذي كان مخصصا للسينما، وتحديدا لتجربة الفنانين قاسم عبد وقتيبة الجنابي، حيث عرض لقاسم عبد فيلمه الوثائقي الذي تدور أحداثه عام 1991 عن مجموعة من الفنانين التشكيليين مقيمين في ايطاليا عنوانه في حقول الذرة الغربية .. وعرضت ثلاثة أفلام قصيرة حياة ساكنة و العمق و القطار . للمخرج قتيبة الجنابي. ولد الفنان قاسم عبد في بغداد، ويقيم في لندن منذ سنة 1982 حيث يعمل مصورا في قنوات تلفزيونية عديدة، درس السينما في معهد الـ VGIK في موسكو. أخرج سنة 1991 فيلمه في حقول الذرة الغربية وأخرج في عام 1999 فيلم ناجي العلي الذي فاز بجائزة الجمهور في المهرجان الأول للسينما المستقلة. أما الفنان قتيبة الجنابي فهو يقيم حالياً في لندن، حيث يعمل كمخرج ومصور حر، درس التصوير والمسرح في بودابست (هنغاريا) في الثمانينات. أخرج فيلمه الروائي القصير حياة ساكنة سنة 1997.
وقرأ ستة شعراء مجموعة من قصائدهم في امسية خصصت للشعراء المقيمين في هولندا وهم كل من: فينوس فايق، بلقيس حسن، كريم ناصر، ناجي رحيم، عبد الرحمن الوائلي وطعمة المدحجي.
وحفل المهرجان بأقامة العديد من الحلقات الدراسية منها: وضع حقوق الإنسان.. التعددية والديمقراطية في مستقبل العراق ما بعد صدام.. حاضر فيها كل من- د. فالح عبد الجبار، د. حسين عبد علي، د. صلاح عبد الرزاق، د. فؤاد حسين.
أما الحلقة الدراسية الثانية فجاءت بعنوان أثر التنوع الثقافي علي تنمية تطور المجتمع العراقي ساهم فيها د. عصام الخفاجي، السيد بيرتوس هندريكس، د. جبار قادر.
وجاءت الحلقة الدراسية الاخيرة بعـنوان ـ مــوقع ودور المرأة العراقية سابقا وحاليا في الداخل والخارج.. ساهم فيها السيدة خانم زهدي، السيدة بهار علي، الآنسة عشتار المفرجي.


(*) صحبفة القدس العربي – لندن ع 4203  20-11-2002 ص10
 
البحث Google Custom Search