أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
عدنان الصائغ هذا الشاعرُ المائيّ....

مسلم الطعان
- عمان -

من على جسر الكوفة
يرمي سنّارةَ ايقاعٍ جمريّ
فيصطادُ سمكاً شعرّياً
يحملهُ في سلةِ قلب نخليّ
ويوزعهُ في حاناتِ المنفى
سكراً سمكياً
باللهِ عليكم
هل جادت أنهارُ الدنيا بخمرٍ سمكيّ
أسكرَ حاناتِ الدنيا
وأبقى على صحوتهِ سراً ايقاعياً
يبني مسرحة الجمريّ
في غايات الثلج؟
عدنان الصائغ هذا الشاعرُ المائي.. أقرأُ في مسافات تكويناته ايقاعات الماء.. ها أني أدخل في مسرحهِ المائي.. الشاعرُ العراقي مرأة تتشظى إلى قصائد تتناقلها الريح وأمواج البحر ومناقير الطيور.. هكذا أقرأ في محراب الصائغ قصيدةً أسمُها العراق.. انّه العراق المنفيّ والعائد إلى موقده في ذات الوقت.. كل قصيدة تكتبها أحشاء الصائغ تصوغُ لنا عراقاً مائياً نحمله في طوفانات الدمع.. ايقاع الصائغ مسرحٌ يرتكزُ على عمودين هما: العمود الجمري والعمود المائي.. ولا أعرف كيفَ يتحمل هذا الجسد الكوفيّ صراعاً سرمدياً مابين الجمر والماء.. أنَّها لذة القصيدة وعنفوان الشعر.. هكذا تتحول القصائد إلى كائنات مائية في شعر الصائغ.. ألم تقطر القصيدة لديه كلماتها المائية وهي توضع على حبل غسياٍ أسمه الزمن؟
عدنان الصائغ صوتٌ متميز في قافلة نسيرُ بها إذ يكون لكل منّا حداؤه البدويّ وهو يقترب من حافات الفرات..
عدنان الصائغ الشاعر العراقيّ الذي يبحث عن الحرية من أسار الجسد والمنفى والثلج والغربة والوجع المجنون والحانات الضبابية والمقاهي التي لم يجد فيها نكهة (حسن عجمي) عندما كنا نلتقي هناك دون أية معرفة تجمع بيننا سوى مشاكستنا للجمر والأوجاع المرّة.. قُدّر لي أن ألتقيه في المنفى فصادفتهُ ذات لقاء وذات أمسية فامتدت بيننا حبال علاقةٍ ضفرتها أكفّ القصيدة وباركتها طيور العراق العائدة الى مواقدها الهورية.. هل يفعلهُا صديقي الصائغ وينفصل عن زواجهِ الثلجيّ ويعود.. بل نعودُ معاً إلى موقدنا الأول لنغني معاً نشيد أروك من على جسر الكوفة...!


(*) ألقيت في أمسية الشاعر عدنان الصائغ في المنفتح الأدبي / عمان - الجمعة 6/2/2004
 
البحث Google Custom Search