أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
في أرض منهتكة بالاصغاء للدم وهو يغلي في عروقها, حيث المدن تشطرها مياه النهر, المياه العميقة التي تتوسد مخادع الفتيات وأقدام الصبية الهادرة, ووضوء الآباء, ودعوات الأمهات الحزانى, حيث الجسر قيثارة للعبور نحو أفياء البساتين والثمار, وحيث رائحة عطرة لا زالت تعبق بها الأضرحة والمساجد, حيث الكوفة.. والعراق ولد عدنان الصائغ.
وليس ميزة أن يولد شاعر في بلاد تمتلئ جنبات تاريخها وسطور حاضرها بالشعر والشعراء, ولكن الميزة الحقيقية في تفرد تجربة عدنان الحياتية والشعرية!
أقول الحياتية لأن عدنان خاض الحروب كلها من أقسى قذائفها حتى تبعثر أجزاء الجسد العراقي في بقاع منافٍ لا يربط بينها رابط سوى القسوة وانكفاء الحلم, خاض عدنان الحروب كلها, ومن رحم الدمار والموت خرج شاهراً قصيدته! هذه القصيدة – الشعر- التي صنع عدنان الصائغ بها أجوبة من نوع خاص لكل هذا الذي جرى.
قصائد ونصوص تقود قارئها طائعاً إلى حيث الاغتسال بماء نبيل من نهر الشعر الصافي الذي يبرق في الروح محيلاً إليها، إلى انعتاق حرٍ وفريد، بعيداً عن طقوس التقييم والضبابية المنتشرة في جسد القصيدة العربية.
بمهارة هي خليط فريد من الصدق والبساطة والتميز من جهة والعمق واكتناز التجربة من جهة أخرى سافر عدنان الصائغ طويلاً ليحط الرحال شعراً – نصوص وقصائد – سيبقى يشار إليها كثيراً في تاريخ الشعر العراقي المعاصر.

عبد الرزاق علي
هلسنبوري - السويد 24/9/1999


(*) الكلمة التي قدمت في الأمسية الشعرية للجمعية الثقافية في مدينة هلسنبوري، بالاشتراك مع الشاعر شيركو بيكه س والشاعرين السويديين سيرن سوموليوس ونيكلاس تورنلود.
 
البحث Google Custom Search