أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
تأبط منفى” آخر دواوينه

عدنان الصائغ: الشعر العراقي يقترح استكشافات جديدة

عبده الزراع
- القاهرة -

فوق ثلج الغربة، وبعيدا عن أبواب الجحيم المفتوح في العراق، هناك في السويد يعيش الشاعر العراقي عدنان الصائغ، حيث يمكن أن يتذكر صرخة ناظم حكمت “يا لحياة المنفى من مهنة شاقة”، من غير أن تخفف الجوائز التي حصدها من حدة معاناته.
وطوال هذه الرحلة القاسية صدر للشاعر عدنان الصائغ عشر مجموعات شعرية، منها “انتظريني تحت نصب الحرية  العصافير لا تحب الرصاص  سماء في خوذة  مرايا لشعرها الطويل” وترجمت قصائد له إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها من اللغات، كما حاز جائزة “هيلمان هاميت العالمية” للإبداع وحرية التعبير عام 1996 في نيويورك، وجائزة الشعر العالمية عام 1997 في روتردام.
صدر للشاعر ديوان جديد بعنوان “تأبط منفى”، وفي القاهرة كان هذا الحوار:

  • ماذا عن تجربة المنفى؟

  • - منحتني الشتات والثلوج والغربة، وأخذت مني أجمل أيامي وذكرياتي، أتذكر صرخة ناظم حكمت “يا لحياة المنفى من مهنة شاقة” نعم إنها أكثر المهن عذابا ومرارة، مثلما هي مهنة الكتابة، وأرى أنهما خطّان متوازيان قد يتقاطعان قليلا، لكنهما أبدا يمضيان بالشاعر إلى تخوم اغترابه، سواء داخل الوطن، ذلك الاغتراب الذي أشار إليه أبو حيان التوحيدي ووصف عذابه المضاعف، أو الاغتراب خارج الوطن، وذلك ما عاناه الشعراء على مر العصور.
    إنها سلسلة منافينا الآخذة في الاتساع فيموت “السياب” غريبا على الخليج، ويموت “الجواهري” بعيدا عن دجلة التي حيا سفحها أجمل تحية حين قال: “حييت سفحك عن بعد فحييني، يا دجلة الخير يا أم البساتين”.

  • بعيدا عن المنفى، كيف ترى علاقة الشعر العربي بالشعر العالمي؟

  • - هي علاقة الرافد بالمجرى العام، والشجرة بالغابة، ضمن الروافد وامتزاجها في المصب يزخر البحر ومن تنوع الشجر وتناميه تكبر الغابة وتتنوع بأشكالها وثمارها.. هكذا أرى الحال مع رافد الشعر العربي، أو رافد الشعر السويدي، أو الفرنسي، إنها روافد تتمازج وتتلاقح، ويؤثر بعضها في بعض.

  • ماذا عن المشهد الشعري العراقي الآن؟

  • - الشعر العراقي دائما في تنامٍ واجتراح طرق واستكشاف جديد في كل تجاربه، منذ تجربة الرواد حتى جيل التسعينات الذي شق طريقه وسط رماد الحروب باتجاه الدهشة. هذا المشهد الشعري بكل اتجاهاته وأسمائه هو قوس قزح في سمائنا الكالحة، أو قسوة الشتات والمنافي في خارجه، إلا أنها ظلال تواصل وإبداع وتجدد دائم، فكثيرا ما كانت تصلني بعض النصوص من داخل الوطن فأجدها دافقة النبض، حية، حبلى بالجديد.. وكذلك في صقيع منافينا هناك زهور تنمو باستمرار ومن جميع الأجيال التي هاجرت قبلنا أو بعدنا.

  • مارست كتابة الشعر بأشكاله كافة، فهل ترى في كتابة قصيدة النثر استسهالا ما؟

  • - مارست الأنواع الشعرية كافة، العمودي، والحر، وقصيدة النثر، وأجد الأخيرة هي الأصعب والأمتع إذا أحسن الشاعر صناعتها.
    المشكلة الكبيرة في قصيدة النثر أنها بلا أسيجة وبلا قوانين مرئية، ما يوحي للبعض بأنها سهلة المنال، تسمح لكل من يعرف الكتابة بالدخول في غمارها، لكن في رأيي أنها الأصعب، والأكثر على المراوغة، وامتحان قدرة الشاعر، فعندما تسقط الإكسسوارات والأوزان عن جسد القصيدة لا تبقى إلا روحها الحية وتلك هي قصيدة النثر.

  • مَنْ مِن الشعراء العرب تتابع تجربته وتحب أن تقرأ له؟

  • - أتابع جميع أو قل أغلب الشعراء العرب، بمختلف أجيالهم وتجاربهم واتجاهاتهم.. تستوقفني قصيدة من هذا الشاعر أو ذاك، وأحيانا يستوقفني بيت أو سطر من شاعر له 20 مجموعة، لا أؤمن بالشعراء الكبار أو الصغار، بل بالشعر نفسه وبقدرته على الإدهاش، ولا أؤمن بالشكل العمودي أو الحر أو النثر، بل بالقصيدة الحية الجميلة نفسها بأي شكل كتبت.

  • هل ترى أن الرواية قد أنزلت الشعر عن عرشه وأصبحت هي الأكثر حضورا؟

  • - الرواية تفتح أمام الشاعر عالما متموجا من التجارب والتفاصيل مثلما يفتح الشعر أمام الروايات اقتناصات اللحظة المدهشة.. لا أرى ثمة زمن يمكن تخصيصه للرواية أو للشعر وقد تداخلت الفنون في زمننا هذا إلى حد كبير، فيمكنك أن تجد في الرواية نصوصا شعرية، وتجد في الشعر عوالم قصصية وروائية.

  • “تأبط منفى” هذا عنوان ديوانك الأخير، هل لهذا العنوان علاقة بالشاعر الجاهلي “تأبط شرا” أم أنه البحث عن الحرية والانعتاق من أسر المنفى الداخلي؟

  • - بالفعل هناك علاقة بين العنوان والشاعر الجاهلي الصعلوك “تأبط شرا” وتجاربنا الجديدة، ونحن نتأبط منافينا بحثا عن الحرية التي افتقدناها في بلادنا المسيّجة بالأسلاك والحديد والبنادق.


    (*) نشر في صحيفة "الخليج" – الأمارات  17/12/2003 ص ثقافة

     
    البحث Google Custom Search