أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
حوار مع الشاعر عدنان الصائغ

عيسى الشيح حسن
قطر

  • نحن الآن نتحاور عبر اختراع جديد يمد لسانه للجغرافيا بتضاريسها وخصائصها،  آلية التلقي والتوصيل تطورت كثيرا ً وكذلك الإنسان، في عصر الانترنت أين تجد الشعر؟ لأي إنسان يغني عدنان الصائغ؟

  • - أجد الشعر أحياناً نائماً على سرير ورقة بيضاء أو محلّقاً مع أغنية مسافرة أو راكضاًً في فضاء الانترنيت لا توقفه أسلاك ولا حرس.
    أنه الشعر، هذا العصي أبداً على الخمود والاستكانة لحاكم أو لعقلية ثبوتية أو لنمط فني.
    هذا المتأجج في شراييننا ثورةً أو شهوةً أو أغنية، ورغم كل ما يشاع عن موت الشعر وموت المؤلف والى آخر الميتات فأنني أجد الشعر اليوم أكثر الفنون قوة على المواصلة والتوصيل، والأشف توغلاً في خلايا الروح والأعمق كشفاً ودهشةً.
    وهذا المعطى الجديد، الانترنيت، فسح للشعر مجالاًً واسعاً لم يكن يحلم به شاعرنا القديم وهو يجوب الصحراء والأقاليم على ظهر ناقته أو سطور كتابه، فقد منحه جناحين لازورديين راح يحلق بهما إلى أقصى تخوم العالم. يسافر وقتما يشاء ويحط على نافذة أي قارئ يشاء.
    أنني متفائل بازدهار زمن الشعر لهذا المعطى ولتلاقح الثقافات ولغيرهما، أكثر من أي وقت مضى..
    ورغم هذا الركام الهائل من القش الذي يكاد أن يغطي المشهد، إلا أنك تستطيع أن تمد يديك بسهولة وتستخرج النص الجيد..
    وتسألني لأي انسان أغني؟
    أنا أغني لهذا الإنسان الباحث عن الحقيقة والنور والجمال المطلق، ومنه أغني للإنسانية كلها بلا حدود أو خانات أو طوائف.
    وحلم الشاعر السرمدي هو أن تصل نصوصه لجميع الناس.

  • أوروك تستعد من جديد لفصل جديد من طقوس الدم، هل من فصل آخر في نشيد أوروك؟

  • - الجملة الأخيرة التي اختتمت بها "نشيد أوروك"، تقول:
    "أماناً بلادي التي لن أرى..."
    كانت قاسية جداً..
    وكنتُ متردداً أمامها. أضعها وأبكي. أحذفها وأبكي أيضاً..
    أخيراً وبعد ليالٍ ممضة، ثبتّها وأغلقت النشيد..
    ومرّ ما مرّ من دم وطبول وأحداث مهولة وجدتني أجلس ثانية لأسطر في بيروت أولى سطور عملي الجديد الذي أرى أنه فصل جديد في تجربتي مع الألم، هذا الألم الأخطبوطي الذي يبدو أنه لا يريد أن يغيب عن حياة العراقيين.
    وحملته، حملتُ نصي معي إلى جنوب القطب الشمالي لأواصل الكتابة فيه هناك، بين ركام الثلوج ومفازات الوحشة، مستغرقاً في تأمل تقلبات الأحداث التي مرت بنا بسرعة مجنونة دون أن تمنحنا فرصة في الأقل لنبكي على نصف أصدقائنا وأهلنا وأيامنا التي دفنتها جرافات حربين شرستين عصيتين على الفهم. لندفن ما تبقى من أيامنا وأحلامنا في هذه المنافي المترامية الأحزان.
    هل ثمة فصل قادم من الدم..
    لا أدري،
    فما نزفناه في حروبنا المتكررة يكفي لمائة عام ويزيد..
    نحتاج لفصل من الحرية
    نحتاج لفصل من المراجعة
    نحتاج لفصل من البكاء المكثف أو الضحك المر على كل ما مر..
    ومن هنا بدأت خيوط عملي الجديد "نرد النص" استقراء للمسكوت عنه في ثقافاتنا وسياساتنا وأحزابنا وطوائفنا وشهواتنا وتقوانا وأحلامنا..
    قد يبدو النرد للوهلة الأولى مكملاً للنشيد
    وقد يبدو في أحيان أخرى فصلاً مختلفاً تماماً شكلاً ومضموناً ووجعاً.. أنه لم يكتمل حتى الآن لأستطيع التمايز..

  • يتداول المثقفون العراقيون مسألة شعر المنفى وشعريته، وبين الإلغاء والاعتراف شاعر و ناقد مثل نبيل ياسين، فيما أذكر يقول لا شعر في المنفى، إلى أي مدى يمكن للشعر أن يكون بريئا ً من طغيان المكان؟

  • - هناك صرعات صحفية نسمعها أو نقرأها هنا وهناك عن الشعر والأجيال وأدب الداخل والخارج والخ والخ، وقد قرأنا الكثير من مثل هذا..
    لكن نظرة متفحصة لجوهر الشعر نفسه، يريك أن الشعر الحقيقي لا يلتفت لمثل هذه الطروحات، ولا يخضع للشعارات أو للتقسيمات العشائرية أو الحزبية أو الطائفية أو الجيلية والخ..
    ففي المنفى شعراء رائعون وحقيقيون خذ ما تشاء: سعدي يوسف، سركون بولس، فاضل العزاوي، هاشم شفيق، زاهر الجيزاني، عبد الرزاق الربيعي، دنيا ميخائيل، وغيرهم العشرات..
    وهناك شعراء سطحيون ومطبلون وشاحبو المواهب..
    وفي الوطن أيضاً شعراء رائعون ومبدعون خذ ما تشاء رعد عبد القادر ( حزنتُ كثيراً – شاعر أوبرا الأميرات النائمات -  لنبأ رحيله المبكر قبل أيام)، طالب عبد العزيز، ابراهيم البهرزي، حسين عبد اللطيف، موفق محمد، سلمان داوود محمد، فليحة حسن، أحمد الشيخ، داليا بكري، والخ...
    وهناك شعراء سطحيون ومداحون و"عابرون في كلام عابر" على حد وصف محمود درويش، والخ
    ولا علاقة لي بمن يطلق مثل هذا التصريحات والأقوال، لكنني أسأل كيف لا يوجد شعر في المنفى وهناك مثل هذه الكوكبة المضيئة في سمائه..
    وبالمقابل أقول مثل هذا الكلام أيضاً لمن يشكك بوجود شعر حقيقي في الداخل..
    المكان يمكن أن يلقي بظلاله على تجربة الشاعر.. نعم.. لكنه مهما كان رديئاً، لا يلغي شاعريةً حقيقية
    كما أن المكان الجيد لا يستطيع أن ينهض بموهبة كسيحة
    لماذا التعويل على المكان أو الزمان أو العوامل المساعدة الأخرى ونسيان العامل الأول والرئيسي إلا وهو الشاعر نفسه..
    فعلى امتداد تاريخ المنافي وعلى امتداد تاريخ الأوطان شهد الشعر أطيافاً متعددة من الأصوات والحركات والتجارب لم يبق منها اليوم إلا ما هو حقيقي ومبدع وخلاّق..

  • عدنان الصائغ بين النص الطويل، والقصائد القصيرة جداً التي يميل إليها حالياً، هل هي مسألة مثاقفة مع الراهن، الطارئ؟ أم هي قصيدة حكمة تحملها أطلال التجربة، وتنوح على الغابر؟

  • - القصيدة, أية قصيدة يحمل شكلها وإيقاعها ولغتها مناخ الشاعر وثقافاته وتجاربه والواقع الذي يعيشه.
    في أحيان كثيرة لا يد للشاعر في طول النص أو قصره. فقد يأتي على شكل قصيدة طويلة كما رأينا في الملاحم القديمة كالالياذة والانياذة والرومايانا وغيرها وقد يأتي على شكل ومضة كقصائد الهايكو أو قصائد التوقيعات كما عند سيروان وقد تأتي على شكل قصائد متراوحة الطول كما قرأنا ونقرأ شرقاً وغرباً قديماً وحديثاً. أنا مثلاً أميلُ إلى الكثافة والاختصار وأضجر من الحشو والزوائد. لهذا كانت تجربتي بشكل عام تميل إلى قصر القصيدة أكثر مما تميل إلى طولها.
    لكنني في عام 1984 في خضم سنوات الحرب وجدتُ نفسي أعيش لأكثر من عام ونصف في اسطبل مهجور للحيوانات، رحت خلالها أسطر أولى أبيات "نشيد أوروك" لم أتخيل قطعاً أنها ستستغرقني 12 عاماً، وستصبح بهذا الطول الممتد على مساحة أكثر من 500 صفحة.
    كان للمناخ الذي عشته هناك واليأس والقصف ومن ثم الأحداث المهولة التي أعقبت انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت والانتفاضة والحصارات.. و.. و... وحين قذفتني الأقدار بعد عام 1993 إلى المنفى وتنشقت هواء الحرية لأول مرة وجدتني أواصل تدوين نصي بانسياب أكثر حتى امتلأت أوراقي..
    كل هذا الطوفان المر من المواجع وجدتها تنصب في قصيدتي تلك رغماً عني وتتشعب وتتسع لتسجل كلَّ ما مر بوطني من سومر إلى يومنا هذا... هكذا كانت تجربتي مع القصيدة الطويلة.
    في منفاي السويدي وجدتني أعيش مناخاً آخر وأميل إلى النص القصير حيث العصر يركض بأقصى سرعته،
    بل وجدتُ أن بعض نصوصي في ديواني الأخير "تأبط منفى" لا تتجاوز الكلمات الأربع وكأنها برقيات سريعة أو ومضات عابرة..
    هذا – باختصار - ما أردت قوله عن الـتأثيرات الخارجية والداخلية على تجربة الشاعر وعن طبيعة الكتابة الشعرية تبعاً للمناخ والحالة والمزاج والقراءات.
    أما الاختلافات بينهما على صعيد الفن فهي كثيرة لا يمكن حصرها في جواب لكنك يمكنك تلمسها حالما تشرع في قراءة أي نص منهما.

  • تطرح في مقالاتك المتناثرة في الدوريات العربية مسألة الثقافة والشعرية في تفصيل دقيق وتحاكمها بأدوات الشاعر في كثير من الأحيان، هل المقالة أداة الشاعر لتوصيل ما لا توصله القصيدة؟  متى يكتب الشاعر المقالة؟

  • - بالنسبة لي أجد في المقالة أحياناً محطة استراحة قصيرة على طريق الشعر، هذا الطريق الطويل، المتعب، اللذيذ، والملغوم دائماً بالمفاجآت والدهشة.
    وحين لا أجدني ميالاً للتعبير شعراً عن حالة أو قضية ما.. ألتجئ إلى النثر.. حيث أجد الطريق هنا مختلفاً وأكثر هدوءاً وانبساطاً..
    في المقالة كثيراً ما أبحث عن ماهية الشعر أو أرصد الواقع الثقافي الآن من خلال المعطى الثقافي والإبداعي لأجيال الشعر في الوطن العربي والعالم..
    وحين أسعى لتوصيل فكرة أحشد لها معارفي وتجاربي وتجارب الآخرين من أجل الإلمام بالموضوع أكثر والتوصل من خلال ذلك إلى نتيجة مقنعة.
    ولأنني لست ناقداً ولا أريد أن أكونه لهذا فمقالاتي في شؤون الشعر والثقافة والسياسة لا تتعدى الانطباعات الشخصية المنغمسة بالهم الانساني والمتكئة على المعطيات الثقافية الحديثة والقديمة شرقاً وغرباً بلا انحياز أو تعصب
    وهناك مقالات تقترب من المناخ الشعري وتفسره أو تضيئه، لكنها بالتأكيد لن تكون بديلاً عنه بأي حال من الأحوال.

  • في تجربتك الشعرية ثمة اتكاء على غنائية عذبة محملة بشجن الذكريات والمكان وثقافته، إلى أي مدى تلتقي وتتفارق مع التجربة العراقية فيما بعد الرواد، شعر قصيدة النثر خصوصا؟

  • - تجربتي الشعرية تستفيد من التجارب العراقية والعربية والإنسانية على مختلف مستوياتها واتجاهاتها ومذاهبها الفنية..
    وهي تجتهد أن تجد لها منحى آخر يستفيد من  هذا السفر العظيم وتحاول وتحلم أن تضيف إليه سطراً.. أو كلمة..
    نصوصي تميل إلى الغنائية لأنني أرى أنها الأقرب والألصق بروح الشعر والإنسان من الاتجاهات الأخرى التي أثقلت القصيدة بركام من النثر والصخور والرموز.
    ففي الغنائية الحقيقية تتجلى روح الشعر بصفاء عذب بلا اكسسوارات ولا زخارف ولا قواميس معرفية وبلاغية.. وهذا ليس معناه المباشرة والبساطة كما يتوهم البعض بل هو الغوص بعمق في خلجات الروح وتلافيف الوعي، وهو الاستبطان الذكي  للواقع والتأريخ والمعارف والأحداث واستلهامها وتوظيفها داخل النص دون أن تثقله بل يكون جزءاً من نسيجها وإيقاعها..
    هذه الغنائية - التي أصبحت مرفوضة من قاموس بعض الشعراء المعاصرين، ولا أدري لماذا - ذهبتُ إليها بكل وعيٍّ وإدراك وحملتها عذابات عصري ولغته، وألبستها الشكل الذي أراه، فكتبت فيها بأشكال عدة، من الشعر العمودي حتى قصيدة النثر التي أرى إنها ظلمت كثيراً حين توهمها وكتبها البعض بروح المقالة الفلسفية أو الخواطر فأفسدها وهذه هي مشكلة قصيدة النثر الرئيسية ذلك لأنها تتحمل الكثير لكنها لا تتحمل النثر نفسه.. إنها على النقيض التام مع النثر رغم أنها تحمل أمسية وهذه هي المفارقة الجميلة والصعبة في الأمر..

  • ثمة سجال يصل إلينا بين حين وآخر في الأدب العراقي في هذه المرحلة، سجال يهتم  بالتأريخ للأسماء، فيما يخص التجربة السبعينية مثالا ً، هذا السجال المطبوع بالتشنج يصل إلى إلغاء متبادل بين المتساجلين، ما دور السجال في الحياة الثقافية ـ خارج المكان ـ؟

  • - هذا السجال المتكرر في كل جيل وحركة هو الطفح أو الزبد الذي سيذهب جفاءً ليمكث في ذاكرة القصيدة ما ينفع الناس والفن الإبداع.
    لقد غرق جيلنا بطوفان من النقاشات الحادة والفارغة، والإلغاءات والحروب القبلية لكن لم يعد أحدٌ يتذكرها اليوم إلا القليل القليل، وظل الشعر الحقيقي والشعراء الحقيقيون خارج طاحونة الفراغ هذه التي طحنت الكثيرين من صانعيها ومن ضعاف المواهب..
    وبعد عشرين عاماً أو نصف قرن سوف لا يبقى من كل سجال الجيل الثمانيني أو التسعيني وركام الشعراء غير بضعة أسماء فقط. هذه الأسماء لم يفرزها السجال بقدر ما أفرزتها التجربة نفسها.
    إن في السجال - من جانب آخر - إثراء ما وتوسيع لدائرة الكشف والحوار، لكن شرط أن يحمل روح الحوار الحر والمناقشات الثقافية الرصينة.

  • بالمقابل أين جيل الثمانينات جيل الحرب، كيف تقيم تجربته ــ المنجز الشعري، الأسماء التي ظهرت؟

  • - جيل الثمانينات لا يختلف في نشأته وتكويناته الأولى عن ولادة أي جيل أو حركة باستثناء التأريخ الدموي الذي فتح عينيه عليه وأثر على عموم تجربته وسجاله وإتجاهاته الفكرية والفنية..
    ويمتد هذه التأثير إلى الجيل التسعيني الذي ربما كانت تجربته في الوجع أكثر كثافة وتشظياً.. وهذا لا يلغي التأثر الواسع والموجع على عموم الأجيال الأخرى التي سبقتنا سواء كانوا داخل الوطن أو في المنفى..
    وتجربة الثمانينات واسعة ومتنوعة ومتناثرة إلى حد كبير..
    لقد غربل الزمن والذائقة الكثير من الأسماء ( أحصى أحدهم شعراء الجيل الثمانيني في العراق بأكثر من 70 اسماً) ورغم قصر الفترة المنصرمة إلا أن ما ظل منها اليوم مؤثراً وفاعلاً لا يتعدى أصابع اليدين..

  • ندب على دروب الألفية الثالثة والشعر يغادرنا بصمت، كيف ترى مسؤوليتنا الأخلاقية أمام انحسار كائننا الجميل؟

  • - أن نخفف عنه لجامه وسروجه الحديدية التي أثقلنا بها ظهره ونعيد إليه سهوله الممرعة، ليعود لنا جواداً سرمدياً راكضاً في براري الإبداع والدهشة.
    نعم.. علينا أن نعيد للشعر بهاءه ودهشته وقرّاءه، وأن نعيد للقرّاء الشعر.
    كيف يتم ذلك؟
    أن نرمم الجسور التي تقطعت بين الاثنين. وعلينا - شعراء وقراء - تقع هذه المسؤولية الجمالية، كلٌّ بطريقته من أجل أن يعود للشعر ألقه ودوره، ويغدو مثلما كان يُوصف قديما بأنه "ديوان العرب" بل ليكون اليوم "ديوان العالم" بامتياز أو "ديوان العصر".. فللشعر امتيازاته المتجددة في كل عصر والتي يمكنها أن تضعه بهذا المستوى المرموق.

  • الشعر العربي ـ حاليا ً ـ وفي مهب التغيرات التي تحولنا إلى كائنات مؤتمتة، تطغى فيها بلاغة الصورة.. وثقافة الجسد أمام انحسار الروحانيات، هل تراهن على الشعر كأصبع مرفوعة في وجه الريح؟  

  • - أراهن على الشعر الصافي دائماً.. وأجده - في كل المتغيرات والأحوال والعواصف التي مرت وتمر بنا - ذلك الملتجأ والمتكأ العذب والسند الروحي أمام الإنهيارات المتلاحقة..
    أنه الـ (لا) المرفوعة أبداً في وجه الطغيان والحروب والمجاعات والقبح..
    وهو الأبجدية التي تعيد للحروف صفاءها ونقاءها ووهجها أمام أبجديات الصيرفة والشعارات المستهلكة..
    وهو المطر الضوئي الذي يغسل عن الأرض سبخها
    وهو المتنفس العذب للإنسان في لهاث هذا العصر المتراكض..

     
    البحث Google Custom Search