أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
     
القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع

حقائب الغد

أقولُ: غداً
سوفَ أشرعُ نافذتي للعصافيرِ
أرنو إلى شجرِ البرتقالِ،
يطاولُ جدرانَ بيتي العتيق
وأدهشُ:
(.. آهٍ..
        متى كبرَ البرتقالُ
وأزهرَ رأسي بقدّاحهِ، والهمومِ)
وأبصرُ وجهي المجعّدَ،
… يكسرُ حلمَ المرايا…
التي خدعتني
(… وكيفَ تسلّقَ جدرانَ قلبي، وشاخَ
وأغصانُهُ، بعدُ، مثقلةٌ بالندى الحلوِّ
والزقزقات)
أقولُ: غداً..،
سأرتّبُ آثاثَ عمري كما أشتهي
أنفّضُ عنها غبارَ الشجونْ
وأمسحُ عنها القلقْ
وأصنعُ لي فسحةً للهدوءِ،
وطاولةً للكتابةْ
(… إلى مَ تظلُّ القصائدُ مثلي مشرّدةً؟
في المقاهي…
وأرصفةِ الذكرياتِ
تقاسمني حزنها
وأقاسمها البردَ، والجوعَ، والأمنياتِ
أما آنَ أن نستريحَ معاً…!؟ …)
أقولُ: غداً…
سوفَ أجمعُ كلَّ نثاري
الملمُ ما قد تبعثرَ من كتبي، وعناوينِ صحبي، المواعيدِ،
  أحلامِ عمري (كومضِ النجومِ البعيدةِ…
      أرقبها، تتوهجُ في عتمةِ الليلِ، أو تنطفي في الصباحْ…!)..،
رمادِ الرسائلِ،
         بوحِ النساءِ،
                الندى…
أقولُ غدا…
غدا…
دا …
……
ويأتي الغدُ
مثقلاً بالمشاغلِ…
يتركُ في عتبةِ البابِ، أحزانَهُ والحقائبَ
(…. كمْ أتعبتني الحقائبُ مثقلةً)
وكعادتهِ، سوفَ يرنو لخيباتنا، هازئاً، ساخراً
                    ثم يمضي…
                             بدون اكتراث!

الجمعة 5/10/1984 السليمانية


القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع
 

البحث Google Custom Search