أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
     
القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع

الرسام.. ثانية

إلى الشاعر سامي مهدي (*)

أبصرهم..
بالضحكاتِ الرنّانة
تتزاحمُ أكتافهمُ نحو القاعةْ
العرقُ الممزوجُ برائحةِ العطرِ النسويِّ،
الياقاتُ البيضاءُ،
التعليقاتُ العابرةُ،
الأيدي تتصافحُ..
أصغي بشحوبٍ قلقٍ
(ماذا سيقولُ الروّادُ،
النقّادُ،
الصحفيون،
الـ"……"..
عن معرضهِ الأول؟)
لاذَ بركنِ المعرضِ، مرتبكاً
                           قلقاً
تتبعُ عيناه الحائرتان خطى النظراتِ
تجوبُ أزقتَهُ..،
والقلبَ
وأروقةَ الأحزانْ
(هذي الألوانُ… دمي)
(هذي اللوحاتُ الملصوقةُ في القاعةِ،…
أيامي المنثورةُ في الطرقاتِ
                         وفي الريحِ)
علّقَ أحدهم ببرودٍ:
- هذي اللوحةُ تشبهُ لوحةَ سيزانْ
التفتَ الرجلُ المتأبطُ زندَ امرأةٍ، وكتاباً ضخماً
- بل تشبهُ لوحاتِ جواد سليم
صرخَ الرسامُ الكهلُ المتأنّقُ – في وجهِ الصحفيِّ العابرِ –
منفعلاً:
- بلْ… هي تشبهُ لوحاتي
……………
………………
…………
……………
………………
لمْ يكترثِ الرسامُ الشاب
أغلقَ بابَ المعرضِ،
حين أنفضَّ الجمهورُ
ومضى يتسكّعُ ثانيةً،
في الطرقاتِ، وحيداً
يبحثُ عن لوحاتٍ أخرى…

الثانية بعد منتصف الليل 13/8/ 1984 كركوك


(*) نُشرت القصيدة في جريدة "الجمهورية" ع 5469 في 25/8/1984.. وهي ردٌّ على مقالة الشاعر سامي مهدي (انهم يقتلون القصائد) المنشورة في جريدة الثورة ع 5201 في 13/8/1984


القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع
 

البحث Google Custom Search