أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
     
القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع

كركرات الطفل مهند

زاحفاً فوق عشبِ الحديقةِ
ممتلئاً بالندى, والغصونِ الخفيضةِ, والكركراتْ
أراهُ يحدّقُ – مرتبكاً – في وجوهِ الضيوفِ الغريبةِ
منحشراً قربَ "شيماء" تلك اللعينة في اللعبِ
أو جالساً فوق حضني..
وكعادتهِ.. سيمصُّ بإبهامهِ.. عبثاً ما تحذّرهُ أمهُ
ولكنه! حين يضجرُ من عالمِ الجالسين الأنيقين,
والغرفةِ الجامدةْ
سوفَ يصحبُ "شيماء" للعبِ.. في أيّما لعبةٍ
أو سيزحفُ ثانيةً للحديقةِ..
يقطعُ بعضَ الزهورِ..
وينثرها عابثاً.. في الطريقْ!

*

وحين يراني.. بمكتبتي
غير ملتفتٍ نحوه
غارقاً بالقراءةِ،
أو بالتأملِ في عالمٍ من ضبابْ
سيسحبُ – ياللمشاكس – مني الكتابْ
ويدعونني للعبْ!

*

كركراتُ الطفولةِ ملءُ فمي.. إذْ أراهُ يكركرُ
يرنو إلى قطةِ البيتِ..
والقطةُ المستفزّةُ ترنو إليه
وبينهما عالمٌ من تحدٍّ لذيذٍ, وخوفٍ قديمْ
وبعضُ المسافةِ، للاشتباكْ
يراقبها حذراً..!
وتراقبهُ خشيةً للوثوبْ
يهمهمُ..! ماذا يقولُ "مهند" في هذه اللحظةِ الحاسمةْ!؟
يهشُّ إليها.. فتلمعُ – في لحظةِ الخوفِ – أحداقُها..
وتموءُ...
فيبكي من الخوفِ!
ـ ماذا أيهربُ من قطةٍ!؟
ولكنّهُ يتشجّعُ حين يرانا نراقبهُ…
يتقدمُ, محتدماً نحوها –
صارخاً...
فتفرُّ من البيتِ مذعورةً
وهو يمضي يلاحقها.. فرحاً, واثقاً
ويكركرُ منتصراً...

15/7/1983 بغداد


* نُشرتْ في جريدة "العراق" ع2429 في 28/1/1984


القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع
 

البحث Google Custom Search